كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي



1- إن كلام ابن عقيل المتقدم مبتور من كلام أبي حيان، وبه تتضح حقيقة الأمر يقول أبو حيان: "وإذا أشربت اللازم معنى فعل متعد، فأكثر ما يكون في ما يتعدى بحرف جر، فيصير يتعدى بنفسه فمن النحاة من قاس ذلك لكثرته ومنهم من قصره على السماع" (1)، فحديث أبي حيان في الفعل اللازم الذي يراد تعديته بالتضمين، فأكثر ما يكون ذلك في اللازم المتعدي بحرف جر فيصير متعديا بنفسه لا الأكثرية في مطلق صور التضمين كما توهمه مقولة ابن عقيل.
2- إن القول بالتضمين إنما جر إليه قول بعضهم بنيابة حروف الجر بعضها عن بعض فكان ذلك حافزا لفقهاء العربية أن يضعوا "رسما يعمل عليه، ويؤمن التزام الشناعة لمكانه" (2)، يقول ابن جني: "باب استعمال الحروف بعضها مكان بعض: هذا باب يتلقاه الناس مغسولا ساذجا من الصنعة، وما أبعد الصواب عنه، وأوقفه دونه، وذلك أنهم يقولون: إن إلى تكون بمعنى مع... ويقولون: إن في تكون بمعنى على... ولسنا ندفع أن يكون ذلك كما قالوا، لكنا نقول: إنه يكون بمعناه في موضع دون موضع على حسب الأحوال الداعية إليه، والمسوغة له، فأما في كل موضع، وعلى كل حال فلا، ألا ترى أنك إن أخذت بظاهر هذا القول غفلا هكذا لا مقيدا، لزمك أن تقول: سرت إلى زيد وأنت تريد: معه، وأن تقول: زيد في الفرس، وأنت تريد: عليه... ونحو ذلك مما يطول ويتفاحش ولكن سنضع في ذلك رسما يعمل عليه، ويؤمن من التزام الشناعة لمكانه.
- - - - - - - - - -
(1) ارتشاف الضرب: 3 /51.
(2) الخصائص: 2 /309. وينظر: بدائع الفوائد: 2 /258، والبرهان: 3 /388.